الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة من نور الدين العلوي الى الراحل توفيق بكار: كنت للعربية بحرها والشراع

نشر في  27 أفريل 2017  (11:04)

بقلم الاستاذ نور الدين العلوي

كان جبينه باردا تحت اللحاف الأبيض لكن أنفه لم ينكسر. ضمت الشفة أختها على موضع السيجارة الرويال كأنما غيرة على موضع متعة لم تنقض حتى قضت كانت الذقن حليقة ولكن شيب الرأس كان حريرا أبيض ينسدل على جبين صلد ووجنتين قاسيتين.

أما زرقة العينين فقد خشعت إلى الأبد. كان وجهه يطفح أدبا لطيفا في صمته الأخير كأنما يعزي معزيه في صبر على آمال عراض لم تنته.

لم تسقط ذقنه على صدره ظل عنقه مشرئبا كأنه نائم فقط لولا برود الجبين تحت اللحاف الأبيض. وكان يحرض الرثاء في خشوع ملهم فالكسر كبير لكن اللّغة الآن حصباء في العينين.

لا تطاوع قلبا يخشع للموت. لعل رثاء يليق بموتك ينفجر ذات ليلة...

في انتظاره ستبكيك البيض النواصع واليراع. فقد كنت للعربية بحرها والشراع. وكانت الجملة الفعلية قبضتك والذارع. ولقد بنيت رجالا وكل ذي رأي مثلك يسمع ويطاع. فسر يا معلمي أنت لأهل الأدب عينهم والسماع.